رسالة من الاتحاد الدولي لأخصائي العمل الاجتماعي في اليوم العالمي للمرأة
يتوجه الاتحاد الدولي لأخصائي العمل الاجتماعي (IFSW) بالتحية للنساء في جميع أنحاء العالم بمناسبة “يوم المرأة العالمي”، حيث نسترجع ونحي النضال التاريخي للمرأة من أجل تحقيق تكافؤ الفرص، وظروف عمل أفضل، وللقضاء على العنف ضد المرأة، جنبا إلى جنب مع غيرها من الجوانب الجوهرية الأخرى في السعي نحو تحقيق العدالة الاجتماعية والدفاع عن حقوق المرأة.
ونحن نتفق مع إعلان بكين الذي يؤكد على “تمكين المرأة ومشاركتها الكاملة، في ظل ظروف متساوية، في كل مجالات المجتمع، والتي تشمل المشاركة في عمليات صنع القرار والوصول إلى السلطة والتي تعد أمورا أساسية لتحقيق المساواة والتنمية والسلام “كما ونؤكد على أن” المساواة في الحقوق والفرص والوصول إلى الموارد، وكذلك التوزيع المتساوي للمسؤوليات الأسرية بين الرجل والمرأة والشراكة المتناغمة فيما بينهما والتي لا غنى عنها لتحقيق رفاهيتها ورفاهية أسرتها، وكذلك لتعزيز الديمقراطية “.
يلعب أخصائي العمل الاجتماعي دورا أساسيا في المساهمة في إرساء الديمقراطية في العلاقات الاجتماعية بين الرجل والمرأة وذلك لبناء المواطنة من منظور نوع الجنس، ومن أجل تنفيذ استراتيجيات تجنب العنف ضد النساء والأطفال، ولإيجاد فرص الحصول على الخدمات الصحية والتعليم و السكن اللائق، وكذلك للقضاء على الفقر وتعزيز حقوق المرأة.
إن إسهامات أخصائي العمل الاجتماعي لتحقيق مساواة أفضل بين الجنسين في جميع المجالات التي تكون فيها المرأة طرفا لهي إسهامات لا تعد ولا تحصى. لقد قاموا بإجراء البحوث ونشر الكتب، وكذا المشاركة في الحملات المحلية والعالمية للدفاع عن حقوق المرأة كما وأنكروا حالات العنف والقمع التي عانت منها الملايين من النساء. كما وقد شكلوا منظمات غير حكومية للعمل مع ضحايا الاتجار بالبشر والعنف ضد المرأة، وتوفير التدريب الوظيفي، وتشكيل حملات لخفض معدلات الأمية، وجميعها من بين الكثير من الجهود الأخرى.
وفي حين أنه قد تم إحراز تقدم في التشريعات والسياسات العامة في العديد من البلدان، فنحن نعلم أيضا بأن القوانين لا تٌطبق في العديد من المرات، وبأن الفقر ينعكس على المرأة، وبأن الرجال يحصلون على أجور أعلى من النساء للقيام بنفس العمل، وبأن مقاعد السلطة وصنع القرار هي في الغالب من نصيب الرجال، وبأن النساء يتعرضن للاغتصاب والاعتداء اللفظي، وبأنه لم يكن هناك من انخفاض في حالات قتل الإناث، وبأن المرأة ما تزال لا تملك الحق في اتخاذ القرارات الخاصة بأجسامهن والتمتع بحياتهن الجنسية.
ولذلك، فإننا ندعو إلى إعادة النظر في ذلك ونناشد جميع أصحاب المصلحة في مجتمعنا، وجميع الحكومات ومسؤوليها، وجميع المنظمات الوطنية والدولية لتكثيف الجهود وتقديم التزام راسخ لتحسين والحد من هذه الحالات من الهيمنة والظلم الذي تعانيه الملايين من النساء في جميع أنحاء العالم.
ونحن في الاتحاد الدولي لأخصائي العمل الاجتماعي نود أن نتوجه إليكم بالشكر كما ونهنئ كل العاملين في مجال العمل الاجتماعي والذين ساهموا، يوما بعد يوم، بأعمالهم اليومية في بناء عالم أكثر عدلا وإنسانية, والذين رفعوا عاليا رايات العدالة الاجتماعية و الدفاع غير المقيد عن حقوق الإنسان.
كما نود أن نقول لنساء العالم بأنكم لستم وحدكم وبأننا معا يمكننا أن نواصل تحقيق المساواة والعدالة والسلام والاحترام لجميع النساء. ذلك أنه وطالما أن هناك حالات تشكل تهديدا وتعديا على حقوق المرأة، فينبغي أن نواصل رفع أصواتنا عاليا وسوف نُسمع في جميع أنحاء العالم.بيان صادر عن الدكتورة سيلفانا مارتينيز، الرئيس الإقليمي للاتحاد الدولي لأخصائي العمل الاجتماعي بأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ونيابة عن الاتحاد الدولي لأخصائي العمل الاجتماعي. 5 مارس 2015